يوم متعب



ماذا لو توقف هذا الزحام دقيقة واحدة و تطايرت كل السيارات و الشاحنات و الحافلات الصغيرة !

 الآن في هذه الساعة المبكرة من اليوم تحدث أشد اللحظات قسوةً على المرء، أن يُجبَر على الوقوف و ينتظر !

الموسيقى التي ترافقني كل صباح لا تتفوق على صوت المحرك و احتكاك الإسفلت و أبواق السيارات ، الموسيقى تدخل إلى قلبي الآن بطريقة شرعية ،فالثقوب أصبحت أوسع، و الانكسارات صارت أكبر حجماً وليس محرمٌ على أحدٍ أن يمر من فوق الزجاج 

ما دام يأمن على قدميه من الخدوش ، أشعر أن قلبي زجاجة ذات عنق طويل ، و أن انكساراتها في المنتصف لا تفصل عنقها عن قاعدتها العريضة.. لكن الموسيقى تحاول جمع كل القطع التي تبعثرت في القاع، ترتق فتقها، تعيدها إلى صورتها الكاملة الشفافة

 ، تدخل الأضواء الملونة إليها دون أن تستثني لوناً ..أحداً.

قلبي لا يرقص الآن، فمهما تزايدت القطع المتناثرة لن أتخلص منها، الاهتزاز لن ينفع !

سمعت أمي تقول أن الكؤوس المصنوعة من الزجاج الفرنسي لا تتكسر بسهولة ، و 

لكن إذا تكسرت فإنها تتفتت إلى قطعٍ صغيرة جداً يصعب علينا أن نجمعها ، فاحذروا أن 

تكسروا الزجاج الفرنسي!


" حجي ، ارفع يدك عن الزر ، اضغط عليه فقط عندما تسمع الصوت "

نام الرجل المسن و أنا أفحص درجة سمعه ،

لا يبدو أنه يسمعني جيداً مع كل الهدوء في هذه الغرفة العازلة ، لقد كان متعباً جداً ، 

يجلس أمامي على الكرسي حاملاً ثقل سبعين سنة على كتفيه ، كم عليّ أن أمكث معه

 لأتعلم ما تصنع السنوات بالإنسان!

 أسمع صوت تكسر قلبي بالخيبات المتراكمة منذ ولدت، و هو لا يسمع الصوت الذي

 يتوجه إلى أذنيه  مباشرة!!

أعتقد أن هذه خيبة أكبر .

توقف هنا و انتظر دورك ، في العيادة ، في شباك التذاكر ، في شارع يؤدي إلى مكان 

عملك ،توقف و انتظر في رصيف الحياة .



**************

31 أكتوبر 2013

تعليقات

المشاركات الشائعة