ليس هذا ما تريدين حقاً !





لم يربكني شيء كدعاء أمي عندما تُسرّ مني : ( الله يعطيك مُرادك )!

عندي يقين أن دعاء الأمهات مستجاب وأن رضاهن أفضل من كنوز الدنيا، ولكنني

 أخاف أن يمر الوقت دون أن أعرف ما أريد، أخاف كل مرة أن أتوقف أمام بياض

 العالم ولا أستطيع اختيار ألوان لوحتي!
 ..
القصة ليست صعبة جداً، إنني أحتاج وقتاً ربما أو .. طبيباً نفسياً !

لا ينبغي عليّ أن أبالغ هكذا، أعرف أنني أريد أن أكتب، هذا النص مثلاً أو قصيدة 

طويلة تشبهني، أعرف أنني أريد أصدقائي القلة الذين بقوا على البعد، أريدهم طوال

 عمري، أعرف أيضاً أنني أريد أن أسافر إلى أماكن كثيرة, وآخذ من كل مكان حكمة.


أريد أشياء عديدة وقد تمتلأ سلة الأمنيات عندي بما لذ و طاب، ولكنني أدرك جيداً أن 

إلهاً عظيماً يحبني لن يتركني أتخبط هكذا بين أمنية أكتبها وأخرى أمحيها، أعتقد أنه 

يعرف جيداً ما أريد، بل إنه حين يسمعني أدعو بما لا ينفعني لا يقول شيئاً 

، يصغي بصمت ولا ينظر في عينيّ ، لا يومئ برأسه مثلاً، لا يرسل نسمة عابرة 

تنعش قلبي، إنه يسمع فقط ، ويتركني أرى حكمته في الأشياء، أرجع إلى نفسي لأقول 

لها سراً لا ترغب بسماعه:  " ليس هذا ما تريدين حقاً , لو 

أنك تريدينه لمشيتِ إليه بخطى ثابتة كما كنت تفعلين "... 

 " ولتعلم أن ما تسعى إليه يسعى إليك " 1


-------------------------------------------

1* جلال الدين الرومي

تعليقات

المشاركات الشائعة