دروس

الدروس الكبيرة التي تعلمتها لم تأتِ من تجارب كبيرة دائماً، أصغر التفاصيل قد تترك آثاراً على قلوبنا مدى العمر، بعض التجارب الكبيرة لا تعلمنا الكثير، نخرج منها بحكمة واحدة فقط ويبدو أنها لا تفقدنا القابلية على تكرارها مجدداً، التاريخ لا يعيد نفسه.. لكن البشر يعيدون ارتكاب الحماقات ذاتها.. هذا ما أقوله لنفسي دائماً حتى لا يقع اللوم على التاريخ.
أخاف أحياناً من الاعتراف أننا نجمع الندبات والجروح على مدى السنوات ونختار لها اسماً لائقاً فنقول  " دروساً "
 نقول ذلك بما يكفي لنبتسم أو ننسى، و  بما يكفي لنكمل مهما كانت الظروف.!
لا نختلف أحياناً أن " كله من عند الله" ، لكن هذا طريف جداً، هل تذكرون عندما كنا صغاراً وقيل لنا بأن الأطفال يأتون من عند الله؟
هل تذكرون حين كبرنا قليلاً إلى المرحلة التي شعرنا فيها بالحزن البالغ حين اكتشفنا أن الأطفال لا يسقطون من السماء مثل المطر ولا يأتون ببساطة هكذا من عند الله؟ وأن على والديك أن يقوما بأمرٍ ما حتى يتكون الأطفال؟ وأنه لا يعجبك التفكير أنهما ارتكبا ذلك حقاً!
الأطفال لا يأتون مثل المطر، ولا يمكن أن يصدق مخلوق أن كل ما يحدث هنا هو من عند الله كأنه لم يمنحك إرادة أن تفعل شيئاً.
أقول الآن: إن بقاء ندبة في قلبك لا يعني أنك تعلمتَ الدرس تماماً، لكنه قد يعني أنك لن تكرر الأخطاء بالفداحة ذاتها، الأخطاء ! يا لها من كلمة غريبة ،، الأخطاء التي نمسك بأيديها خلسة فتلتصق بتاريخ حياتنا وتعود تعصف في الذاكرة كإعصار لا يهدأ، كم نحن مدينون لها!

تعليقات

المشاركات الشائعة