صمتٌ داخليّ



أقول لنفسي كل مرة أن محبتي لها صارت تثقل قلبي، أقول لها :سوف أشتري لك الحلوى إذا التزمت الصمت.! 

لو أنني استطعت نسيانها في محل الأحذية الذي تحب، كل مرة أدخله وأعاين بضاعته ثم أخرج 

دون امتلاك الجرأة على شراء ما يزيد قامتي طولاً، لو أنني نسيتها هناك، سترتدي


 حذاء بكعب عال، تقف أمام المرآة، تمشي قليلاً إلى الأمام  و تبتسم، لو أنني خرجت 


في تلك اللحظة و عدتُ إلى البيت وحدي، ربما تمكنتُ من تربية الطيور أو قرأت كتابا 


عن السمنة وآثارها لأعرف أنني لن أصاب بها على الأقل في السنوات القليلة القادمة!


لم يعجبني ارتداء الكعب العالي يوماً، لم يناسبني، لا أشبه نفسي كثيراً حين أرتديه..

لو أنني نسيتها في دار الأيتام ، أو ممر الولادة في الطابق الثاني.. لو نسيتها في سوق 

القماش أو الآثار الرومانية ، البوابة الرابعة في المطار،أو الصحراء التي تهوى


 لاستطعت أن أعود إلى سواحلي !

لو أنني تركتها قرب كوب شاي، و خرجت أمشي وحدي دون رفقة، لو أنها تعجلت في 

احتسائه ساخناً فالتهب لسانها ستصمتُ قليلاً  !


لو أن هذه السنة لا تمرّ سريعًا قبل أن أتصالح مع نفسي الطيبة الساذجة وأعود لها..!

لا أشبه نفسي "حين أعلق نفسي على عنق لا يعانق غير الغمام"1، لا أشبه نفسي حين 
أمر على أسماء الذين مضوا و أتصفح وجوههم ،لا أشبهها حين أبكي أو أسافر وحدي.. 

إنني أشبه نفسي فقط عندما أكتب..

و إني عذتُ بكَ يا ربّ من هذه النفس، و عدتُ لها.


****************

1) محمود درويش

تعليقات

المشاركات الشائعة