العود أحمد..

أوشكت هذه السنة على الانتهاء و كأنها كانت دهراً .!
ما فعلته باختصار أنني تعلمت أكثر مما ينبغي ، حتى بتّ على يقين أن المشيب علامة أننا تخطينا دروساً جيدة في هذه الحياة .!
أعتقد أن عودتي إلى هذه الأرض بكل شغف هي ما أردته فعلاً و ما أريد الاحتفاظ به ، أتحدث عن العودة ليس بمعناها الفيزيائي ، بل ذلك المعنى الذي سألني فيه أحد الأصدقاء بعدها  بشهر أو أكثر : "أتشعرينَ أنكِ عُدتِ؟ أعني أتشعرين أنّكِ تعودين؟  "
وقتها أجبته بأنني أحاول و أن الأمر صعبٌ كما يبدو ، لكنني كنت على ثقة أن هذا ما أريد أن أفعله و أتحمله .. أن أعود و أحمي حقي في الحفاظ على هذه العودة .
امتلكت الآن نسخة من مفتاح بيتنا ،لم يكن هذا مهماً في السنوات الماضية .

لم أقرأ جميع الكتب المتراكمة لديّ والتي سافرت معي و عادت مع عودتي ..
لم أنجح في كتابة قصيدة مكتملة تشع في داخلي كعيني أمي عندما تبتسم ..
لم أفلح في الاحتفاظ بأحد يرافقني كظلي أو يدخل أنفه في المساحة الصغيرة جداً بين الكبرياء والحب . ..
لم أستبق الأحداث و لم أبادر لها ولم أصنعها ، بل نسجتها في مخيلتي و ظننت أنها ستأتي وحدها..  لكنها لم تأتِ.! 

نجحتُ في رسم ابتسامات كثيرة ، وعلامات سؤال أكثر ،

لم أنجح في الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالزواج والأسرة ،
الفتيات الصغيرات جعلن حياتي ملونة هذه السنة لذلك لم أتوقع يوماً أن طفلة يمكنها أن تزرع في داخلي نبتة صغيرة برائحة نتنة !
لم أرسم لوحة ،
لم يحوّلني ساحرٌ إلى حمامة ،
عضّني عقربٌ على هيئة إنسان..
ركبت الأرجوحة كأي طفلة ،
خانني الوقتُ الذي لم أقضه مع الأصدقاء ، أقول خانني رغم انحيازي لعزلتي.!
قضيت وقتاً  طويلاً مع أطفال لا أعرفهم مسبقاً ، أعلّمهم ويعلمونني ..   

هذه العودة التي تحمل الرماد والزهور في سلة واحدة, هذه هي التجربة.

تعليقات

المشاركات الشائعة